مقدمة في التفريق للغيبة والضرر
يُعد الزواج في الإسلام أساسًا لبناء أسرة صالحة تُشكل عماد المجتمع، حيث حرصت الشريعة الإسلامية على استقرار الحياة الزوجية وتحقيق غاياتها السامية. وعلى الرغم من أن عقد الزواج يُبرم بهدف الدوام والتأبيد، إلا أن الحياة الزوجية قد تواجه عقبات تحول دون استمرارها، مما يستوجب إيجاد حلول تضمن تحقيق العدالة ورفع الضرر، مثل التفريق للغيبة والضرر.
التفريق للغيبة والضّرر في الأردن هو فسخ قضائي لعقد الزواج بناءً على طلب الزوجة، ويهدف إلى رفع الضرر الذي قد تتعرض له بسبب غياب الزوج لفترات طويلة.
تُعرف الغيبة بأنها ابتعاد الزوج عن زوجته وانتقاله إلى بلد آخر غير مكان إقامتها، مع استمراره في الغياب لفترة طويلة دون انقطاع، سواء كان ذلك بعذر أو بدون عذر مقبول. هذا الانقطاع المستمر يُلحق الضرر بالزوجة نتيجة بعده عنها وعدم قيامه بواجباته الزوجية.
جاء قانون الأحوال الشخصية الأردني ليحدد أحكام التفريق للغيبة والضرر، ومنها:
المادة 119:
إذا أثبتت الزوجة غياب زوجها عنها لمدة سنة أو أكثر، وكان مكان إقامته معلومًا، يحق لها طلب فسخ عقد الزواج إذا تضررت من غيابه، حتى وإن كان لديه مالٌ تستطيع الإنفاق منه.
المادة 120:
إذا كان مكان الزوج الغائب معلومًا وتُرسل إليه رسائل، يُلزم القاضي الزوج بالحضور للإقامة مع زوجته أو نقلها إليه أو طلاقها خلال مدة محددة. وإذا انقضت المدة ولم يمتثل الزوج ولم يقدم عذرًا مقبولًا، يُفسخ القاضي عقد الزواج بعد أن تحلف الزوجة اليمين.
المادة 121:
إذا كان مكان الزوج مجهولًا أو لا يمكن إيصال الرسائل إليه، يحق للزوجة طلب التفريق مع تقديم البينة وحلف اليمين. وفي حال فشلها في الإثبات أو رفضها حلف اليمين، تُرد الدعوى.
اتصل لاستشارة افضل محامي شرعي
الإرسال إلى الزوج والرجوع:
إذا كان الزوج معروف محل الإقامة وأمكن الوصول إليه، يتم إعذاره إما بالرجوع أو بنقل زوجته إليه. أما إذا كان محل إقامته مجهولًا، فلا يُعتبر هذا الشرط، ويقوم القاضي بالتفريق بين الزوجين دون إعذار الزوج.
يُعتبر التفريق للغيبة والضّرر فسخًا لعقد الزواج، وليس طلاقًا. حيث إن الفسخ يُصدره القاضي ولا يُحتسب ضمن عدد الطلقات، على عكس الطلاق الذي يقع بإرادة الزوج.
بعد فسخ عقد الزواج في الأردن، تتمتع الزوجة ببعض الحقوق، مثل:
اقرأ المزيد
حرص الإسلام على تحقيق العدالة بين الزوجين من خلال وضع أحكام تضمن استقرار الأسرة، باعتبارها اللبنة الأساسية في بناء المجتمع. ويُعتبر التفريق للغيبة والضرر في الأردن أحد الحلول الشرعية التي ترفع الضرر عن الزوجة وتحافظ على حقوقها.
نعم، إذا تضررت الزوجة من غياب زوجها لمدة طويلة وخشيت على نفسها الفتنة.
أن يغيب الزوج مدة سنة أو أكثر دون عذر مقبول مع إثبات الضرر.
الفسخ يقرره القاضي ولا يُحسب ضمن الطلقات، أما الطلاق فهو قرار الزوج ويُحتسب ضمن عدد الطلقات.
لا يجوز الحكم بالتفريق إذا رفعت الزوجة دعوى التفريق قبل مضي سنة على بدء الغيبة .
بشكل عام، تستغرق دعوى التفريق بسبب الغيبة والضرر من 6 أشهر إلى سنة، بشرط متابعة القضية بشكل جيد وتنفيذ قرارات المحكمة.
نعم، يختلف وقت التفريق للغيبة والضرر عن وقت التفريق للإفتداء (الخلع). حيث أن التفريق بالإفتداء (الخلع) يكون أسرع من التفريق للغيبة والضرر من حيث المدة الزمنية، وذلك لأن الإفتداء لا يتطلب تقديم إثباتات، بينما يتطلب التفريق للغيبة والضرر إثبات الدعوى وغياب الزوج عن الزوجة لمدة سنة أو أكثر.
تشمل حقوق الزوجة بعد التفريق للغيبة والضرر نفقة الصغار، التعليم، الحضانة، المهر المعجل والمؤجل، أجرة المسكن، ونفقة العدة.
يُقصد بغياب الزوج عن زوجته في دعوى التفريق للغيبة والضرر عندما يسافر الزوج إلى الخارج ويغيب عن زوجته لمدة سنة أو أكثر، حتى وإن ترك لها مالاً تنفق منه.